Monday, December 24, 2007

شهيد الحج الأكبر....


شهيد الحج الأكبر....


بمناسبة مرور عام على استشهاد الرمز الخالد صدام حسين
أبو المعالي الجوعاني


أبا الشهداء أدهشتَ المنونا
وأفحمْتَ المشانقَ والسجونا
بقلبٍ ثابتٍ مَا اهتز يوما
لجلادٍ ولا خفضَ الجبينا
فأعطيتَ الشهادةَ أيَ معنى
بهِ ذو الشكِّ قد عرفَ اليقينا
صعدتَ وتحتكَ الأقزام خَرْقى
كأنكَ تعتلي العرشَ الامينا
قد اغتالوا بموتكَ كلّ حرٍّ
كريمٍ, كي يذلّوا الاخرينا
وما علموا بأنك كنتَ طوداً
تَقاصرَ دونكَ المتطاولونا
أرى بغدادَ بعدكَ قد تهاوتْ
وعانتْ , وهي أمُّ المحسنينا
وكانتْ فيكَ عامرةَ المعالي
وحسناءً تَسرُّ الناظرينا
كبيرٌ أن نراها اليوم تُسْبى
ومن دفعَ الأذى عنها دفينا
لقد أمستْ كأطلالٍ خوالٍ
كأنْ لم تشغل الدنيا سنينا
كأنّ الدهرَ ما صلّى عليها
ولا ( باسَ) الغمامُ لها عيونا
فبيتُ العلمِ أصبح بيتَ عُهرٍ
ولم يبقوا ببيتِ اللهِ دينا
مغانيها بنارِ الحقدِ ترمى
ويشقى أهلها بالسافلينا
ملاذاً كنتِ يا بغدادُ دوماً
وبابُكِ باسمٌ للزائرينا
بلغتِ الشمس في مسراكِ مجدا
وُصْرتِ منارةً للعالمينا
فأمّكَ كلُّ طلابِ المعالي
ومن عشقَ البلاغة والفنونا
عليكِ تكالبتْ كل الرزايا
فكنتِ ضحيةً للغادرينا
..................................
أبا عداي بعدكَ قد سبينا
وصرنا بالمدائن لاجئينا
بكى الناعورُ في ذكراك وجدا
وأمسى النخلُ مفجوعاً حزينا
تُذكّرنا بكَ الراياتُ لمّا
حملتَ النصرَ مزهواً إلينا
وجرّعتَ المجوسَ كؤوسَ سُمٍّ
وللدجالِ مرّغتَ الجبينا
فقلْ للمالكيِّ جُبلتَ كلباً
فهنتَ على الورى مسخا لعينا
متى كان ابنُ زانيةً شريفاً
ليعلو, أو يسودَ المسلمينا..؟
على (بصطال بوشٍ) جئتَ تحبو
تقبّلهُ شمالاً أو يمينا
وتستقوي بهِ وبكلِّ علجٍ
مجوسيُّ الهوى قتلَ الحسينا
شربتَ العهرَ من اثداء بغيٍّ
وبررتَ الخيانةَ كي تخونا
وصار المرءُ يسألُ كلَّ يومٍ
كلابٌ أم قحابٌ يحكمونا...؟
فلن تحميكَ أبراجُ ابن بوشٍ
ولا تلكَ العمائمُ إنْ سرينا
سنكسرُ كلَّ من يعتوا علينا
ومهما عثتمو لن تكسرونا
فكلُّ عصابةٍ للشرِّ تبلى
وإن طالت أيادي المجرمينا
.......................................
أبا الشهداء يا من كنتَ حصناً
وغوثا إن دعاكَ المعدمونا
لقد أصبحتَ في التأريخِ رمزاً
لكلِّ مناضلٍ قهرَ السجونا
كما أصبحتَ للشهداءِ عيداً
وحجاً أكبراً للمسلمينا
عليكَ اليوم في عرفات صلّى
مع الرحمنِ كلُّ المؤمنينا
فما دمعتْ لغيركَ عين حُرٍّ
ولا بكتْ السماءُ كما بكينا
رعيتَ صغيرنا غصناً طرياً
وزرتَ مريضنا عطفاً ولينا
وقرّبتَ اليتامى منكَ حتى
حسبنا أنهم صاروا البنينا
أبٌ كبّرتنا وكبرتَ فينا
فبايعناكَ مأموناً علينا
حفظتَ كرامةَ النهرين حيّاً
وميتاً قد أغضتَ الحاقدينا
فكلُّ كرامةٍ من غير قتلى
يهانُ عزيزها وتداسُ حينا
ستبقى خالداً في كلِّ بيتٍ
تعيشُ مكرّماً في أصغرينا
........................................

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker