نجوى من الوادي القريب
المهندس : إقبال الحديثي
غارتْ جراحاتنـا وانْبحَّ ناعينــــــا ****** واجْلدَّ بينَ الضحايا قلبُ راثينـا
حتى كأن الردى يعمي مَسامعنـــا ****** مِن اعتيادِ التَّلـقي ثمَّ يعمــينـــــا
أضحى الحديُّ، إذا ناحتْ لآهتنــا ****** ورقاءُ شجوى، إلى الغربان يهدينا
مِنْ بعد ما كان صمتُ الليلِ في حَلكٍ****** تحيلهُ لغـةً فصــحى حوادينـــــا
وكان يشفي على النجوى أطبَّتُنــا ****** إذا تســاءلَ غِرٌّ : مَنْ يداوينــــا ؟
للهِ شكواي ، لا قرَّ الشموت بنـــا ****** ولوْ يبوحُ_ فَمِنْ علياءَ_ شادينـا
وبعد واديكَ بيتَ اللهِ كـمْ عمــرتْ ****** في حوزةِ المجدِ أعمامٌ بوادينــــا
والآنَ دارتْ ظهوراً فيهِ قدْ صلدتْ ****** وَخْذاً إلى قصمها لوْ أبصَرتْ حينا
فَما تبدّلَ : هل شحت روافـدنــا ****** علــيك يا عمُّ واستبطتْ فواديــــنا ؟
أمِ استبيحتْ دمانا والحـمى معـها ****** واستقعدتنا الدنايا عنْ أعادينا ؟
هبِ الفراتينِ ياعمّاهُ قدْ نضِبــــا ****** أما ترى دَمَنا يجــري فراتيــــنا ؟
وعزّ فوقَ الجفان العوج مطعمـنا ****** ليستقلَّ بنا رهنــــاً عَوالينـــــا
بلى غزينا ولكنْ سلْ إذا ملكــتْ ****** فينا سوى الرعب كيزاناً غوازينـا
وقدْ نُهكنا وما وطّتْ لمنتهـــــكٍ ****** إذْ تهتكُ الميتةَ الفُزعى _نواصينا
وإنْ حرمنا قصورَ الريش، أنزلنا ****** فينا الجواري-مَذاقٌ عَزّ- لا الطينا
فاتَ العتابُ وولّى للصدود عُــرىً ****** بيدَ اَنّ عنها هوى الرُّهبان يثنيـنا
ويْ يا فؤادي حكيماً أُلتَ عَــنْ ولهٍ ****** يردُّ عقلي ، إلى ما أنت، مجنونا
خَلتْ بكَ الأسهمُ الغدرى لحيثُ خَلتْ ******على سهامِ الهوى المهووس تمكينا
فاستمرضتك عن الهجّـادِ لوعتُــها ****** مُمِلّةً, حولــــها أغفتْ ليالينـــــا
تلك اللـــيالي التي كانت تعـلِّلُــهمْ ****** إلى نهــار العلى فيها أغانينـــــــا
أقمارها ، لا يكاد المرءُ يَفْرُقـــــها ****** مِنَ السماءِ تُرى أم رأسِ ماشينا؟
وَشِعرُها (متنبي) الأمسِ يُقْــرِؤها ******، ما قالهُ مُتنبي اليوم ، مَفـــتونا
تَلمَّــسِ العُـــذرَ يا قلبـــي لمــــنْ ؟ ****** ليتَ المحالاتِ ذلّتْ في أمانيـنــا
واستنفرِ الشعرَ في مرمى تَصفِّحِهمْ ******على (المواقع) لوْ تُرضي مرامينا
وفي التَغَزُّلِ والملــهاةِ قــــلْ لـــهمُ ******قدْ نقلبُ السحرَ، لوْ شكوا، دواوينا
لكنما النــــاسُ تبكـي في مآتمـــــها ****** فكيف نلهو وقدْ قَلّتْ بواكيـنـــــا؟
16|ك2|2006
المصدر: شبكة البصرة
0 Comments:
Post a Comment
<< Home