أيـوب العــراق.. للشاعرة سـاجدة المـوسـوي
أيوب العراق
رغم أنف الطغاة
ستبقى كبيرْ
و تبقى الجبين المعلّى
لأهل العراقْ
الكرامة َو العز َتبقى
و صدق الضميرْ
* * *
و غال ٍ وأغلى
فهاموا بحبك ، جنّ الهيام
و هامت ضفاف الفراتين
هام النخيل . .
و كانوا اذا غبت يوما
يقولون : هل من رآه ؟
تجيب القلوب : انظروا للسماء
فكنت لهم بدرهم
و السهيلْ
* * *
ملأت الفراتين عدلا ً و خيرا ً
تفيض المروءات شرقا ً و غربا ً
فلم تدر ِ كفّ الشمال
فيض كف اليمين . . .
فأسموك شمسا ً
و بحرا ً
و أسموك ليثا ً
و صقرا ً
ولم ينته الوصف منذ سنين . . .
* * *
(( أخو هدلة ٍ ))
و الحرائر كنّ الاميرات في عهده
وما زلن رغم الأسى و اللظى
أمانته في رقاب الرجال . . .
و ما زلن يرضعن أولادهن
الكرامة قبل الحليب
فكنّ الأميرات و الماجدات
فزينّ صدر الزمان
بأبهى الفعال ْ . . .
* * *
(( اخو هدلة )) المكرمات
لا يباريه في النقع سيف ٌ
و لا مثله في جميل الخصال ْ. . .
و لكنما الله شاء . . .
كأيوب لمّا ابتلاه ُ
فأضحى أسيرا ً بأيدي الغزاة ْ
بلا سند ٍ أو معين
بلا سكن ٍ
أو بنين . . .
فكان الفريد بحمل الأسى
ولم تستطع حمله
راسيات الجبال . . .
وكان الوحيد الذي قال للبغي (( لا ))
فذلت له ساريات المحال ْ. . .
* * *
أسير ٌ و لكنّه
ظل حرا ً
و كانوا عبيدا ً
و كان برغم القيود
يهزّ الحديد . . .
فطوبى لليث
أخاف العدا
و سما كوكبا صاعدا ً
للسما . . .
* * *
لم نشأ نحن
لكنما الله شاء . . .
تمزّق قلب العراق عليه
فأبكى النخيل َ
غريب بلا صاحب أو خليل ْ
سوى مدد من دموع الحنينات ِ
يزجي الدعاء . . .
* * *
أجل قيّدوه . . . ولم يوهنوه . . .
فما أوهن الجبّ يوسف ْ ( ع )
و ما أوهن الحوتُ يونس ْ ( ع )
و ما أوهن العري ُعيسى ( ع )
ذلكم قدر العظماءْ . . .
لم نشأ نحن
لكنما الله شاءْ . . .
* * *
فهل من رأى صاحباً
وهو في قفص الأسر
نهرا ً يجودْ ؟
رغم كل القيودْ . . .
ظل يسقي الظماء
ألكرامة و الكبرياءْ . . .
حين ينطق أسم العراق . . .
تهيل النجوم
حبيبات ماس ٍعلى منكبيهْ
فلا عجب أن نموت عليهْ . . .
* * *
و هل من رأى هؤلاء الطغاة . . .
يموتون في كل يوم مرارا ً
و هو في أسره
للعراق يبثّ الحياة . . .
* * *
ترى هل دروا
أم وعوا ما بهم ؟
أم بقوا يعمهون ؟
هؤلاء الطغاة
من القهر مأكلهم
من الخوف مشربهم
من الذلّ ملبسهم
و إن ذكروا . . .
ففي اسفل السافلين
* * *
لم نشأ نحن
لكنما الله شاء
فكنت التجلي
و كنت العلاء ْ
و تبقى الكبيرْ
و ذاك السراج المنير
لدحر الظلام
ومن كل أهل العراق
عليك السلامْ . . .
اذار 2006
0 Comments:
Post a Comment
<< Home