سامرّاءُ تبكي الليلة
رأيتُ سَناكِ سامرّاءُ غابا ***** و مزّقتِ السّتائِـرَ والثِيابا
أصابوا قلبَ سامَرّاءَ سَهْماً *****فقدْنا قبلـَها نحنُ الصّوابا
أزيلوا الدّمْعَ والحَسَراتِ عنها *****فسامرّاءُ قد مُلأتْ تـُرابا
إذا كانَ السُؤالُ مَنْ المُعادي؟ *****فخُذْ مِنْ دَمْع ِ نُعْمانٍ جوابا
إذا هدَمَ القِبابَ هنا علوجٌ *****بنيْـنا في القلوبِ لكم قِبابا
ألسْتَ ترى لِسامرّاءَ ضوءاً *****تبَدّدَ خافِتاً أسِفاً مُصابا؟
ألسْتَ ترى لِسُنّـتِـنا عيوناً *****تسيلُ مدامِعاً ودَماً مُذابا
ألسْتَ ترى جوامِعَهمْ تـُنادي *****وشَعْرَ رموشِهِمْ في الوَقْع ِ شابا
أبَعْدَ حياتِنا البيضاءِ ألـْـفاً *****نُـفارِقـُهُمْ لكي نُرْضي الكِلابا؟
لقد كانوا أرادُوها جحيماً *****و مَلحَمَة ً و قتلاً واضْطِرابا
لقدْ كانوا أرادونا ليومٍ *****نكونُ بهِ الوَليمَة َ والشـّرابا
ألا لا ننطوي في الحُزن ِ حتى *****يكونَ مُصابُنا فينا مُصابا
رأيتُ عيونَ سامَرّاءَ تبكي *****أزيلوا الهمّ َ عنها والضَبابا
لقدْ حَمِلـَتْ نصاباً ثمّ نأتي *****نُريها مِنْ مَلامَتِـنا نِصابا؟
ألسْتَ ترى بها الأطفالَ تبكي *****رجالَ الدِّينِ شيباً والشّبابا ؟
ألسْتَ ترى النخيلَ بها يُعَزِّي *****وماءَ النهرِ يجري والدّوابا ؟
ألسْتَ ترى لأمْرِيكا خُيوطاً *****وأنتَ ترى لإسْرائيلَ نابا ؟
فأمْـريكا تجرّ ُ لنا ذِئاباً *****وتأتي كي تـُسَـمِّـينا الذِئابا
أبا حَسَن ٍ وقبرُكَ ظلّ باباً *****وما سَدّتْ لكَ الأيامُ بَابا
أُخاطِبُ قبْرَكَ النائي كثيراً *****وأعْرِفُ أنتَ تسْمَعُ لي خِطابا
فسُنـّتـُنا لهم حقّ ٌ عليْـنا *****تـَقاسَمْـنا الرِّسالة َ والكِتابا
أُريدُكَ أنْ تـُؤالِفَ بينَ شَعْبٍ *****عِراقِيّ ٍ و تـُمْطِرَهُ السّـحابا
أُريدُكَ أنْ تـُطيحَ بمَنْ أطاحوا *****وتطرُدَ عن مواطِنِنا الذُبابا
وتطرُدَ بومة ً سقطتْ علينا *****وتطرُدَ عن مسالِكِنا الغـُرابا
وتهدمَ عِزّ َ أمْريكا بلَيْـلٍ *****و تجْعَلَ كلّ َ ما صنعوا خرابا
0 Comments:
Post a Comment
<< Home