يا مُحَــمّــد ... هـذا كِتــــابٌ إلـى ألنــاس للشاعر حمـيـــد سـعـيـــد
يا محمد.. هذا كتاب إلى الناس
الشاعر العراقي حميد سعيد
قبل أن يلتقي ملكوت السماء ِ.. كانَ الفتي القرشيّ ُ
يري الأرضَ موحشة ً .. ويري الناس في غيٍّهم يعمهون
ہہہ
هي أسئلة ٌ تتوالي.. وأجوبة ٌ تتواري
ثمّ َ كانَ اللقاءُ ..
إلي الآن..
والكونُ يصحو علي ألق ِ الوحي.. حيثُ النداءْ
أقرأ ْ
كأنّ َ السماوات والأرضَ.. غارُ حِراءْ
يا محمد ..
هذا كتابٌ إلي الناس ِ
. . . . . . . .
. . . . . . . .
كنْ
فيكونْ..
تَغزلُ أمّ ُ القري ثوبَها النبويّ ..
مما تبّقي لها من رؤي الأولينْ
ومن نور ما أنزلَ اللهُ ..
طا .. سين
روحٌ يعيد إلي الأبجدية ِ ما سلبتهُ الضلالة ُ منها
ويُبعد عنها .. رمادَ الأساطير ِ
هذا السلامُ الذي يتنزّل في الروح.. قرآنهُ العربيْ
رجلٌ ونبيْ..
الأمين الذي علّمَ الناس أنّ َ الطريق إلي اللهِ ..
يبدأ منِ ِ مشرق ِ اليُسر ِ
طا .. سين
صوتُ اليقينْ
يا محمد ..
خُذْ راية َ السماء ِ إلي كوكبِ العارفين
تخرج الجزيرة ُ العربية ُ من ضنكِ الشِرك ِ
يعتكف الطواغيتُ ..
هذا الفضاء النقيّ تختاره البلاد .. بلادا ً
تقيم بها الطمأنينة ُ..
في ليل مكة تعترضُ السيدَ اليتيمَ .. طفولته
وتعلّمهُ .. أنّ ما كانَ غير الذي سيكونْ
وأنّ الجنانَ التي في انتظار وعود النبوة ِ ..
غير الجنونْ
رأي مدنا حملتهُا إليهِ الرؤي..
هل سينقذ مكة من نفسها؟!
ويعلمها .. أن تكون كما كانَ..
لا أنْ تكونْ................
الغلاةُ بأوهامهم وبإرث السنينْ
الغلاة ُ بآبائهم وبأنفسهم
تتعثّر أحلامُهم بحجارةِ أوثانهم..
بالذين نأي طائر النور .. عن ظلمات منازلهم
ہہہ
يا لهذا الفتي القرشيّ
كيف تحمّلَ ما كانَ من زمن ٍ؟ وتحملَ وحي السماء..
أقرأ ْ
تدور به الأرضُ .. تجمعُ بين مشارقها والمغاربِ..
هذي عروشٌ تصدّع من خشية الكلمات التي تتنزّل ..
في الروح ِ ..
كان يري كوكبا ً .. ينشر الضوءَ بين المنازل ِ
ثم يري سيلَ زمزمَ يسقي ربوعَ الجزيرة ِِ..
تخرجُ من رملها مدنٌ ..
ستكون .........
ہہہ
قمْ بلال..
فقامَ وأذّن.. في الناس ِ..
مذّاك والناس يأتون من كل فج ٍّ عميق..
وصوتُ بلال..
يُحرر أرواحَ أسيادهم والعبيدْ
أنّ هذا النشيدْ
يصعدُ بالحائرين إلي ملكوت السماءِ
ويختار للمتعبين طريقا ً.. إلي لحظة ٍ في زمان جديدْ
الطغاة ُ الأذلاء والسادة الخائرون..لما يروا زمنا ً..
غير ذاك الذي يتعفّن في المدن الميتةْ
صممٌ وخواءْ
في الحجارة والرمل ِ .. والطين ِ والماء ِ..
يأتي النداءْ
اقرأ..
ويقرأ ُ .. تفتحُ أبوابها البيوت بمكة َ
يخرج منها الذين استفاقوا .. علي نبأ ً ..
يا محمدُ ..
هذا كتابٌ إلي الناس
أما الذين يقيمون في عالم باردٍ..
إذ تخطفّه طائر الموتِ .. مذ أطفأوا نار أحلامهم
سيقولون.. ماذا يريدُ بنا؟!
أو مخرجُنا هو.. من سحر ِ هذا الرقاد؟!
إلي حيث..
ينزع عن صفحاتِ كتابٍ ورثناهُ.. ما ألفته البلادْ ..
. . . . . . . . . .
. . . . . . . . . .
كوثرٌ في البيوت التي يقرأ الناسُ فيها..
ألف لام ميم
من مُبتدأ الوحي حتي تخوم الزمانْ
كوثرٌ في النفوس
ونداءٌ يوحّدُ بين السماواتِ والأرض ِ
بينَ الخشوع ِ إلي اللهِ والعنفوانْ
وكتابٌ .. يعيدُ إلي الخائفين الأمانْ
ہہہ
الحييّ الذي فرّ مما حباهُ الألهُ.. الطغاةْ
واليتيمُ الذي علّم الناسَ .. معني الحياةْ
والفقير الذي جعل الخبزَ ..حقا ً
وكان النداءْ
يا سين ..
خذ بيد الحائرين
1/3/2006
شاعر من العراق
0 Comments:
Post a Comment
<< Home