Thursday, September 14, 2006

هذا عذرنا يا عاذلين

هذا عذرنا يا عاذلينا

أبو محمد المقدسي
زنزانة: 85

تقول بُنيتي اشتقنا أبانا ******ويرغب صبيتي مني الحنانا
وتصبر أمهم صبرا جميلا ******وتحفظ غيبتي ترعى الأمانه
وتسكب أميَ الثكلى دموعا ****على ولدين في الأسر زمانا
ويرثى أبي لأطفالي ويوصي *******أليس لحقهم منك أوانا
ألا يكفي بنوك لك افتقاداً** *******ألا يكفيك سجناً وامتهانا
ألا يا والدي صبرا فإِنا ************لدين الله نستحلي أذانا
لنصرة ديننا عَذُبَ العذابُ *********أهذا العز تحسبه هوانا !!
ألا يا أم فاحتسبي بنيك *********عسانا نرض مولانا عسانا
وكفي الدمع لا تبكي لحبسي *******دموعك غاليات يا غلانا
وإن شئتِ فللدين اذرفيها ***********فإن مصابه بلغ العنانا
ألا يا زوجتي في القلب أنتِ *******لكي فيه المعزة والمكانه
ولست بزاهد في الوصل إِني *****على العهد الذي كانا وكانا
وأبنائي فحقكمو كبيرٌ **********وشوقي لبذله لكمو تفانى
ولكن يا بنيّ فحق ديني *******إذا ازدحمت حقوقٌ لا يدانى

* * *
ألا يا والدي الغالي علينا *********ألا أمي الحبيبة سامحينا
ألا يا أهل فاستمعوا لعذري *******وكونوا بقصتي متبصرينا
فلست بأوحدٍ يُبلى لدين ********ولستم في البلاء بأوحدينا
فإخوان لنا في السجن دهرا *********وأحباب لنا فمعذبينا
وأولاد لهم فلهم حقوق *********وزوجات لهم صبرت سنينا
وهم أيضا بيوتهمو تداهم ********وعاث بها العساكر عابثينا
وكم كسروا لهم أبواب بيت **********بليل للصغار مروّعينا
وقد شهروا بنادقهم عليهم *********ومن جبن أتونا مقنعينا
وقد هجموا بأعدادٍ كأن لو *********بقدسٍ قد أتونا محرّرينا
وقد نهبوا حواسبهم ومالاً ***********وأوراقا وأشياءً ثمينه
وقد حكمت محاكمهم عليهم **********بتهمة كونهم متآمرينا
فهذي مصائب قد شاركونا *********بأجمعها وكانوا صابرينا
ولكن المصيبة أدهى وقعاً ************بدين الله مما حلّ فينا
ألا يا أهل شرع الله حورب *********وعاث به الطغاة مبدلينا
وأحكاما له أتقى وأنقى **************وكلَّ حدودَه فمعطلينا
فإن سجنونا يا أهلي فقبلا ***********لشرع الله كانوا ساجنينا
وإن عزلونا تقييداً ونفياً ************فدهراً للشريعة عازلينا
وأعداءً لها نصروا ووالوا *************وأنصاراً لها فمحاربينا
وإن نهبونا أموالاً أليسوا ************لخيرات البلاد فناهبينا ؟
وأوطانا لنا باعوا ببخس **********ليبقوا في الكراسي حاكمينا
فكيف نطيق يا أهلي قعودا ***********وكيف نطيق نبقى ساكتينا
ألم يأخذ علينا الله عهدا **************لنصرة دينه في العالمينا ؟
وإنا لن نخون العهد فينا *************بعون الله يوما ما حيينا
وإن حرمونا دنيانا فإنا ***************لآخرةٍ نعمر شامخينا
وإن سجنونا عاما بعد عامٍ **********وإن منعونا أهلا أو بنينا
وإن سامونا تعذيبا وقتلاً **********وأسراً في القيود مكبلينا
فقد بايعنا مولانا فصبرا ***********عسانا نربح البيع الثمينا
عسانا إن حفظنا دين ربي *********سيحفظنا بأهلٍ والبنينا

* * *
فهذي قصتي يا أهل فيكم ***********وهذا عذرنا يا عاذلينا
عسى ربي إذا نحن احتسَبن*******سيجمع شملنا في السابقينا
عسانا إن ثبتنا واصطبرنا *************بفردوس نُنَعّم آمنينا
بها دار المقامة لا افتراق *********هناك الموت يذبح خالدينا
فهذي قصتي يا سائلينا
************ وهذا عذرنا يا عاذلينا

ربيع أول 1427 هـ

المصدر: منبر التوحيد والجهاد

للعودة الى الصفحة الســـابقـــة

وفي بغداد قد سالت دماء

أيا عينيَّ ما هذا الجفاءُ؟! ****** وأين الدمع منكِ والبكاءُ؟!

وكيف يذوق طعمَ النومِ جفنٌ ***** وفي بغداد قد سالت دماءُ

وفي بغداد صيحات الثكالى ******** تنادينا وقد عمَّ البلاءُ

فكم من حرة تبكي حياءً *******وعن حرماتها كشف الغطاءُ

وحول خبائها قامت وحوش *******وبالأنات قد ضجَّ الخباءُ

وكم طفل يقاسي فقدَ أمٍّ *********** يناديها وقد بح النداءُ

وكم من خائفٍ يرجو خلاصاً *****وفي عينيه قد ضاق الفضاءُ

أما لله والإسلامِ جندٌ ************* أما لله في الهيجا براءُ

أنرفل بالنعيم ولا نبالي ********* لعمري نحن والأعدا سواءُ

أسامة بن عبد العزيز الخالدي
المصدر: مجلة صوت الجهاد
العدد الثالث والعشرون – 1425هـ

للعودة الى الصفحة السابقة

eXTReMe Tracker