Sunday, February 11, 2007

في يومكَ الأربعينْ


في يومكَ الأربعينْ

إلى الشهيد الشاهد صدَّام حسين

قصيدة بقلم شاعرها

تـَأنـَّقْ كـَمـَا اعْـتـَـدتَ

في يومـِكَ الأربعـيـنْ

وقـِـفْ مـِثـلمَـا أنـــتَ

كالـرُمْـح ِلـلـزائـِريـنْ

أيــَا أيـّهـا المــَاءُ عـَطـشـَانـَة ٌأعـْيـُنُ النـاظـِريـنْ

فـَخـُذنـَا لِحضـنِكَ خـُذنـا

وَأدفـِيءْ أضَالِعــَنا لـمْ نـَعــُدْ دَافِـــئــيــنْ

أتـينـاكَ نـعــثــرُ في خـطـونـا مُـتعـَبـيـنْ

نمدُ إليـكَ الأيــــادي ونسحبُها راجفـيـنْ

تـركـنـاكَ وحـدَكَ تـنـظـرُ في أوجُـهِ الطـاعِـنـيـنْ

فكيفَ سَنلقاكَ كيفْ

وَفـيـنـا مـن الحَيفِ

نـَهـرٌ بـلا شـَاطـِيءٍ مـِن دُمـُـوعْ

وَلـيـسَ لـدَيـنـا

سِوى الجمر ِيـَلهـبُ في مُقـلتينا

وَغـيـر ِالشـمـُوعْ

نـُنـافـِسُـهـا في الخـُشـوعْ

أيـَا مَركبَ الحُبِّ إمنحْ جَبينَ المُحبينَ إغـفــَاءَة ً

إنــَّهُ لـيـسَ وَقــْتَ القــُلــُوعْ

تـمـهـَّلْ قـلـيـلا ً

فـمـَا زالَ عـُشـْبُ الضـلـوعْ

صَغيراً على مـِنجـَل ِالمـوتِ

نـدري بـأنَّ رحـيـلـَكَ يا سـيِّدي مـَا لـهُ مِـن رُجـُوعْ

وَأنَّ السماءَ الجميلة َتنزلُ للأرض ِذي مرَّة ًوَاحِـدَهْ

يقولونَ : إبكـوا كثيـراً

لـعـلَّ السماء الجميلة تنزلُ ثانية ً

بكيـنا كثيـراً

وَلا فـَـائـِـدَهْ

دمــَاؤكَ يـا راحِـلا ًفي الدمــَاء

شــِراعٌ على شـَهْـقــةِ الزورق ِ

أدرْ سـَاحِلَ البحْر ِنحوَ السماءْ

فـبـوصـَـلة ُالأرض ِلمْ تـصـدق ِ

وَعـَلـِّقْ أضــالـعــَكَ الدامـيـاتْ

على مغـربِ الأرض ِوَالمـَشـْرق ِ

على موتكَ البَاسِل ِالمُستضاءْ

جـَـمــيعُ مـَـنـَابـتـِهـَا تـلـتــقــي

فـضـعْ راحتيـكَ بوجـهِ الظلامْ

وَســـدَّ مَـسَـــامــَاتـِهِ وَاشــرق ِ

فأنتَ انفلاتُ المـَدى مِن مَدَاهْ

وَأنـتَ السَـمـَاءُ عـلى البـيـرَق ِ

فـلا بــُدَّ مـِن عــَالــَم ٍوَاثـِـــبٍ

يـُقــَامُ عـلى عـَـالـــَم ٍمـُطــرق ِ

ومـِثـلـُكَ لا يـرتــضي مـيـتــة ً

يصـيحُ بأهـْوالـهــا : أرفِـقــي

خـُلقتَ لموتٍ يـُعيبُ الخطـُوبْ

لمـوتٍ يــُعــِيـبـُـكَ لـمْ تــُخـلـَق ِ

فـسَــم ِالدمـــاءَ بـأســمـائـِهـا

أعـِـرْهـا فـمـاً لاهـِـبـاً تــَنـْطـق ِ

فلا بـــُدَّ مـِن مَـطـر ٍصــَاعــِدٍ

مِنَ الأرض ِمِن جُرحها الأعْمَق ِ

ولا بــُدَّ مِن مِـيـتـةٍ تـستحيـلْ

إلى سـُلــَّم ٍفـوقــَـهُ تـرتـــقــِــي

هيَ الأرضُ يحكمُها الخانعُونْ

حــَرَامٌ بـقــاؤكَ فـيـمَـنْ بـقــِـي

إذا مَا صَعـَدتَ اصعَدنْ شامِخَاً

إذا مَا التفتَ التفتْ .... وَابْصق ِ

تـأنـَّـقْ كـمـَا اعـتـدتَ

يـَا غـيـمـة ًأمـْطـرَتْ ثــُمَّ مــَرَّتْ

عـلى دمـعـِنـا أنـزلـتْ ضوءَها واستـقـرَّتْ

كـأنـَّها مـَا استـقـرَّتْ

وَمـَرَّتْ

وَمـَرَّتْ

تـجـرُ طـفـولـتــَنـا وَالمــَرَحْ

فـمـنـذ ُافـتـرقـنـا

جـَنـَاحُ الفــَرَاش ِانـجـَرَحْ

تـجـرُ الفـَرَحْ

وَتــُبـْقـِي المـَدَامـَعَ

تــُبـْقـِي الأنـيـنْ

وَقـلبـاً تـشـبـَّثَ في خـطـوكَ المُستـكِينْ

يصيحْ :

أيـَا سـيـِّدي يـَا مـَسـيـحْ

تـمـهــَّلْ

وَلا تــُغـلـق ِالأفـْـقَ خـلـفــَكْ

ظـِمـَاءٌ عـُيونُ مُحـبـيـكَ يـَا نـهْـرُ

فـاشفـِقْ عَـليهـمْ لـمَاذا تــُلملـمُ جــُرفــَكْ

أتــنــزفُ ؟؟

دَعــْنــا ولـو مـرَّة ً

نجعـل ِالهُـدْبَ هذا ضماداً وَنـُوقِفُ نزفكْ

كـمَا كـنـتَ تـفـعـلْ

تـمـهــَّلْ

أتـعـذِرُنـا إنْ وَقـفـنـا أمـامَـكَ يـا سـيِّدي مـُطـرقينْ

فـواللهِ نـخـجـَلُ أنْ نـرفـَـعَ العــَيــْنَ نحـوَكَ

وَاللهِ نخجـَلْ

فـلا تـنـظـرنَّ إلـيـنـا

وجـوهٌ جـدَارٌ وَعـَيـنـاكَ مـِعْـولْ

فـَدَعْـنـا عـَلى البـُعـْدِ نــُلـْق ِعـَلـيـكَ السـَلامْ

وَنـلـمَـسْ جَـبـيـنَ اليـَمَـامْ

وَنـرحـَلْ

نـجـرُ مـَدامعـَنا خـلـفـنـا تـائـِهـيـنْ

وَحِملُ المُتون ِثقيل ٌعلى الحَاملينْ

نخافُ إذا ما التـفـتـنـا إليـكْ

تـمـُدّ يـديـِّـكْ

فنركـضُ نحـوهـُما لاهـِثـيــنْ

وَوَاللهِ نـخـجـَلْ

نـجـيـئـُكَ دُونَ العـِرَاقْ

ونحنُ أ ُنـاسٌ إذا ما خجلنا تصيرُ الجـبـاهُ مـَرايـَا

ونـأتـي المـنـايــا

لبارودِها لاهِمينْ

نجوعْ ...

فـنـأكـلُ من لحـمـِنا

وَنظما...

فـنشربُ من دمعـِنا

نـنـامْ ...

أجـلْ وَاقـفـيـنْ

إلى حِـيـنْ

نـجـيـئـُكَ ثـانـيـة ًوالعـِرَاقْ

تــُدافعُ أكـتـافـُهُ الزائـريـنْ

فـتـهـفـو إلـيــهِ وَيـهـفـــو

وتـحـضـنــهُ

والحـنـيـنْ

عـلى الدمـع ِيـطـفـو

وتـمـسـحُ شـيـبـاتـِهِ في دِمـَاكْ

وَعندئذٍ ليس نخجـلْ

ونـرفعُ أعـيـنـنـا نحوَ عـيـنـيـكَ مُستبشرينْ

إلى ذاكْ

فـدعـنا على البـُعـْدِ نــُلـق ِعَـلـيـكَ السَـــلامْ

ونـلـمـسْ جـبـيـنَ اليَـمـَامْ

ونـرحـَلْ

8/2/2007

المصــدر: شـبكة البصــرة

للعودة الى الصفحة السابقة

Labels:

eXTReMe Tracker