Monday, November 20, 2006

يا فحل هادرة الجموع.. للشاعر الرائع شفيق الكمالي

يا فحل هادرة الجموع

قصيدة للشاعر المرحوم شفيق الكمالي
قدمها الى (شبكة البصرة نجل الشاعر تغلب شفيق الكمالي)

صفحات مجدك أثبتت عنوانها
تبقى … ويذهب بائساً من خانها

تبقى … ملألئة السطور كأنها
شعل تطرز بالسنا كثبانها

فإذا المروءة ناشدت غمراتها
وإذا الجياد استنفرت فرسانها

فالأرض اعلم من حوافر خيلهم
زلت … ومن أرخى الوفاء عنانها

ومن اصطفتك مودة وعقيدة
ومن المطامع أوهنت أيمانها

صدام لا زلفى ولكن شاهدي
جرحي .. وكف لو قطعت بنانها

ما أومأت إلا إلى الحق الذي
فصدت عليه قلوبنا شريانها

* * *

أأبا عدي أنت أعلم بالذي
هاج القول فهيجت أحزانها

أكبرت حلمك أن تخادع وعيه
زمر تغير فجأة ألوانها

بالأمس أولت للنضال ظهورها
لا بردها عانت ولا نيرانها

أو ما دعوا دعوى اليهود نبيهم
اذهب وربك قاتلا طغيانها

قعدوا وخضت مع الرفاق غمارها
حتى إذا استوت النجوم مكانها

وتألقت شمس الضحى حفت بها
تلك الذئاب وشمرت أردانها

ودعوتهم فالقوم رغم عقوقهم
منا … إذا عد الملا أعوانها

وإذا بهم وهم الذين عرفتهم
صاروا – بفرط سماحة – فتيانها

وحلمت أنت وكان حلمك موجة
رأوا السطوح وما رأوها قيعانها

بهدوء عاصفة وصمت كتيبة
لا يعرفون زمانها ومكانها

وتجمعوا صفراً على آثامهم
ولقد تجمع جيفة غربانها

وأغرها صمت العقاب وما درت
عن أي كبر لم يطأ أدرانها

* * *

يا فحل هادرة الجموع لو إنها
من أبعدين .. لكان ذلك شأنها

لكنها وجع الضلوع .. ومرمض
أن تدري أيسارها أيمانها

قل للذي قد خان حرمة أهله
بقيت لديه حرمة ما خانها

لله نفسك وهي نفس غضنفر
كيف المصاب بمن وثقت ألانها

لله عينك وهي عين مدجج
كيف المدامع خضلت أجفانها

هي طعنة في القلب يرمض نصلها
ادري .. وفي قلبي أحس سنانها

هي شوكة في العين يؤلم قلعها
فإذا استقرت أطفأت إنسانها

فأرفق بعين الناس .. يحتمل الاذى
بل والممات .. ولا العمى من صانها

* * *

صدام إني استعيذك
مرة أخرى .. وتنفث مهجتي أشجانها

أن تمنح الأفعى ألامان وها ترى
إن الأفاعي تستغل أمانها

تبقى نفوس الخائنين هزيلة
شوهاء يفضح جبنها إضغانها

هذه الأصابع في يدي والله لو
خانت يدي .. بيدي قطعت جبانها

أأبا عدي بعض حزنك أنها
أم الخبائث حركت أعوانها

ادري وتدري أنت إن مياهنا
حفت ملايين الرؤى شطأنها

وسمت بيارقنا تهل على المدى
خيرا يعم وهادها .. ورعانها

فتحركت سود الأراقم هاجها
أن تستعيد النيرات مكانها

* * *

صدام حاشا أن أجيئك واعظا
يوماً وهل تعظ القناة سنانها

هي دوحة عملاقةً فسدت بها
بعض الغصون فهزرت أغصانها

وبحيرة قد شان صفو مياهها
كدر فماجت تدري ما شانها

لا تلتفت … رغم الفجيعة بالالى
خانوا .. وثبت قادراً أركانها

واسحق مخاتلة الصلال فإنها
خطر … وحاذر نابها ولسانها

* * *

أأبا عدي إن من حفت به
هذه القلوب … وهيجت طوفانها

وعلا به صرح العقيدة شامخاً
وبه توطد امة أركانها

ما زعزعت أبدا خيانة خائن
يده .. ولا .. ما أوهنت بنيانها

فأمام كل خيانة ووراءها
مليون قلب جيشت خفقانها

كتمت لها أنفاسها … حفرت لها
أخزى القبور … وهيأت أكفانها

ولهؤلاء المؤمنات قلوبهم
وبهم … تكفكف أنفس أحزانها

وبهم تشد الجرح كل جريحة
وتعيد غاشية الطعان طعانها

أولاء تنكر كل عين ضوءها
وقلوبهم ما أنكرت أيمانها

فأسلم سلمت لهم رئيساً قائدا
وسنان معركة تعد سنانها

واسلم وكن حتفا لكل خيانة
جرت إلى درك الخنى أعوانها



للعودة الى الصفحة الســابقـة


eXTReMe Tracker