Tuesday, March 20, 2007

شجون مغترب: أبو المعالي الجوعاني


شجون مغترب.....
إلى الاخوة العراقيين الذين هجّروا من ديارهم ظلما وعدوانا.......
أبو المعالي الجوعاني
مالذة العيش لا أهل ولا وطنُ
ولا ملاذٌ لمن أزرى به الزمنُ
ياأهلنا في عراق الخير معذرةً
لو تعذرون الذي في روحه شجنُ
فارقتكم حين لا مالٌ يعيش به
غُضُ الغصون ولا باقٍٍ لهم سكنُ
في كل يومٍ نقاسي مثلكم وجعاً
مُبرّحاً قد توالتْ فوقهُ المحنُ
نقضي الليالي على الآمال تحملنا
لعالمٍ مابه ظلمٌ ولا حَزَنُ
أطيافنا في كوابيسِ الأسى مُزجتْ
فروّعتنا فلم يغمضْ لنا جَفِنُ
أخباركم أحرقتْ أكبادنا كمداً
هذا شهيدٌ ..وهؤلاء قد سُجنوا
وآخرون بلا ذنبٍ تُمزقُهم
مصائدُ الموتِ لا قبرٌ ولا كفنُ
أسافلُ الغرب كالطاعونِ إن نزلوا
لا البيدُ تسلمُ من ضُرِّ ولا المُدِنُ
تغتالُ كل عزيزٍ غير آبهةٍ
وتستلذُ بقتلاها إذا امتهنوا
ووجهُ بغداد قد غابتْ محاسنُهُ
لم تبقَ غير جراح الغدر تُحتقنُ
راحَ الذي كان يحميها بخيمتهِ
وظلَّ يعبثُ فيها الدونُ والعَفَنُ
تقاتلَ الإخوة الثكلاءُ أُمهمو
وأفسدَ الودَ فيما بينهم ( وثنُ)
تبا لهم أصبحوا أعداءَ ويحهمو
وفرّقتهم فتاوى الجهلِ والفِتَنُ
وبينهم أشعلَ الأحقاد مُتزِقٌ
من المجوس..وفي البغضاء قد شُحنوا
يهجّرون فهذا إسمهُ عمرٌ
وذاك عبدُ حسينٍ جدّهُ الحسنُ
دماؤهم لم نفرّقْ أيها هُدرتْ
ظلماً وأيناً قصاصاً عندما دفنوا
...................................
فبعد (صدام) غربانُ اليهودِ بهمْ
والبومُ قد هدّما ما أبدعَ الزمنُ
لطلما كان رمزاً نستجير بهِ
إنْ مسّنا الضُرُّ أو شطّتْ بنا السفنُ
واليوم من بعدهِ أمستْ حرائرُنا
لولا (الكرامُ) سبايا مالها وطنُ
تملّكَ الأمر من لا أمرَ في يدهِ
وسادَ في أرضهِ من ليس يؤتمنُ
حكومةٌ تدّعي زوراً مُسيّدةً
والقائمون علها المسخُ والنَتِنُ
يقبّلون أيادٍ لُطختْ بدمٍ
ويصبحون لهم عوناً..لقد لعنوا
ما همهمْ أنّ أعراضاً لهم هُتكتْ
إنّ المهمَ لديهم ما هو الثمنُ...؟
(تُـفٍ) عليهم جميعا ما بهم رجلٌ
من صلبِ حرٍّ وأمٌ ما لها خَدَنُ
ما كان تخطرُ في بالٍ مجازرهمْ
وما استباحوا من الحرمات أو طعنوا
وحين جئنا على استحياء إخوتنا
عمانُ ضاقتْ بنا والشامُ واليمنُ
هذا يسنُ قوانيناً ليُبعدَنا
وذاك من خوفهِ في جيبهِ السُننُ
وبعضهم أغلقَ الأبواب معتذراً
للمستجير وأمّا اللص يَحتضنُ
وكلهم أكلوا من خيرنا ونسوا
فضلَ العراق عليها عندما سَمنوا
كلٌّ يريدُ رضى بوشٍ وجوقتهِ
حتى يُزكّى ..وفي إخلاصهِ يزنُ
يا إخوتي..يابني عمي لنا عتبٌ
على الكرام وإنّ الحرَّ يُمتحنُ
نحنُ ضيوفٌ وإنْ طالتْ إقامتُنا
لابدّ نرجعُ في يومٍ ونفتطنُ
ليس العراقُ بثوبٍ كي نبدلهُ
لكنهُ وطنٌ ما بعدهُ وطنُ ......(1)
نبلى ويبقى مقيماً في جوانحنا
الروحُ فيه وإنْ ينأى بنا البدنُ
فلا التغربُ ينسينا مواجعهُ
ولا التعللُ في آمالِ من ذَعَنوا
الموتُ فوق روابيهِ لنا شرفٌ
من لا يضحّي لهُ لن يغفرَ الزمنُ
عودوا إليه فإنّ النخلَ منتظرٌ
يكفي التسولُ في ساحاتِ من جَبنوا
لا يُستردُ لهُ حقٌّ إذا هربوا
أهلوهُ..واستوطنَ الديدانُ والدرنُ
...............................................
(1) ماخوذ المعنى من الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

للعودة الى الصفحة السابقة

Labels:

eXTReMe Tracker